موضوع: تحرير الذات قبل تحرير الاحتلال ؟؟؟؟ ... الثلاثاء يونيو 26, 2007 9:57 am
تحرير الذات قبل تحرير الاحتلال ؟؟؟؟ الخطوة الانقلابية التي قامت بها قوى الظلام في غزة هي خطوة استباقية ومسبوقة على الثقافة الفلسطينية ...استباقية للتاكيد على ان حركة حماس ببرامجها وشعاراتها الانتخابية لم تكن تؤمن اساسا بالنهج الديموقراطي وهي تاتي في سياق قطع الطريق على اي محاولة من شانها التفكير في العودة الى صناديق الاقتراع وممارسة الحق الديموقراطي للبت في حالة التداعي السياسي التي تواجه الشعب الفلسطيني وما واكب هذا التداعي من تراجع وهبوط حاد في المستوى الاقتصادي والاجتماعي والنضالي خصوصا وان الرافعة التي كانت تستند اليها في تخطيطها الاستراتيجي هو في استثمار الوقت واغتنام الفرصة للانقضاض على السلطة في كل الاحوال واذا اضيف الى هذا الاخفاق الذي واجهت حالة الارتداد وتراجع شعبيتهاومجموع الاستقراءات التي اصبحت تشير الى حتمية فشلها وسقوطها المؤكد اقدمت على ما اقدمت عليه من مغامرة ومؤامرة ... في محاولة يائسة منها للامساك باي ورقة على امل تحسين شروطها التفاوضة داخليا ومحاولة فرض حضورها الاقليمي ولو من باب المراهقة السياسية والاستهواء دون حساب لعواقب فعلها هذا وما قد يترتب عليه من اضرار بالمصالح الوطنية الفلسطينية . وخطوة مسبوقة .. هي سابقة خطيرة واسلوب دخيل على عرفنا ونهجنا الوطني والنضالي .. على مفاهيمنا واخلاقنا وما تحمله من سلبيات وتداعيات ادت الى تجزئة الوطن واضعاف الموقف الفلسطيني وانقلاب في نمط التفكير بعقلية جديدة .. عقلية تعتمد في نهجها التعاملي وسلوكها على لغة العنف بدلا من الحوار وعقلية المؤامرة والتامر بدلا من المشاركة والبناء وهو لم يحدث يوما في التاريخ الفلسطيني النضالي المعاصر الامر الذي سيترتب عليه مضاعفات قهرية تقود بالاخرين الى انتهاج منهج مضاد لا يقل خطورة في مضامينه وتركيبته النفسية وتبلور شخصية جديدة تقوم على الملاحقة والشك والمطاردة في محاربة هذا النهج الجديد على شعبنا وما يحمله النهج الدفاعي وانتقاله في مرحلة وتطوره الى هجوم منطلقا في ذلك من التحصينات الدفاعية للابقاء على حالة الاستنفار والجاهزية في التصدي واحتواء كل ما من شانه ان يشير الى بوادر او اي افق لظهور هذا النهج مجددا . وهو مبرر كافي للابقاء على حالة الطواريء لفترة طويلة تخضع لها الساحة الفلسطينية في المحافظات الشمالية من الوطن _ الضفة الغربية ... وما بين عقلية المؤامرة وعقلية صد نهج المؤامرة تغرق الساحة في بحر من القرارات والاجراءات التي ستحد من الديموقراطية وتقوض اركانها وهو ما سيبدد الطاقات ويهدر الجهد الذي كان منصب اساسا وموجه نحو سياسة الاحتلال الاسرائيلي . ان الثقافة الفلسطينية التي تطورت ونضجت في جزيرة يحيطها بحر من الاوتوقراطيات مهددة اليوم للغرق والابتلاع لتصبح جزء من البحر يمضي في ذات الفلك .. بحر النظام الاستبدادي وسياسة الحكم للحزب الذي يفرض نفسه بقوة اجندته اللوجستية على الارض لا من خلال الاحتكام الى التعددية وصندوق الاقتراع . وازاء ما تقدم فان شعبنا الفلسطيني الذي حافظ على نسيجه الاجتماعي والوطني يقف اليوم امام خياران لا ثالث لهما اما الوقوف في وجه هذه الثقافة الجديدة التي فرضتها ادوات حماس في غزة عبر مليشياتها السوداء وتحديها واسقاطها بالتاكيد على ترسيخ وسيادة القانون بكل ما فيه من نصوص والاحتكام الى القضاء في معالجة اشكالاتنا السياسية وخلافاتنا للبت في الغامض منها في ادارة شؤوننا الداخلية والاحتكام الى صناديق الاقتراع في البت بممثلينا وسياستنا العامة بما لا يتعدى او يتجاوز او يخالف المواد الدستورية من جهة وتحرير الذات مما اصابها من تسميم للافكار والمصطلحات التي ظهرت خلال هذه الازمة وادانتها واستنكارها وتوحيد ادوات التعبئة الوطنية والبرامج الممنهجة والموجه اساسا الى الكل الفلسطيني فيما يتعلق ببنائه المدني وحماية حق المواطنة وحريتها وفق مفاهيم عامة وتسييدها على اي نهج فئوي او حزبي ضيق ومن جهة اخرى او القبول بما يترتب على هذه الازمة من تداعيات ونتائج والتسليم بواقع جديد يفرض ادواته الثقافية من زاوية احادية هنا في المحافظات الشمالية على اعتبار ان ما حدث هو تشريع جديد ينفي كل ما له علاقة بالنظام السياسي الفلسطيني القائم على التعددية السياسيةومبدا الديموقراطية بقبول الشراكة السياسية . وما بين هذين الخيارين تظهر موضوعة ملحة تدعو الى تحرير الذات الفلسطينية من ذاتها قبل ان يكون التفكير في تحرير الارض من الاحتلال وهو ما يعرف هنا بالارتداد .. بالثورة المضادة .. بالانقلاب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وللحديث بقية